تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَثَلِ رِيحٖ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتۡ حَرۡثَ قَوۡمٖ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَأَهۡلَكَتۡهُۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِنۡ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (117)

ثم ذكر نفقة سفلة اليهود من الطعام والثمار على رؤوس اليهود كعب بن الأشرف وأصحابه ، يريدون بها الآخرة ، فضرب الله عز وجل مثلا لنفقاتهم . فقال : { مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا } ، وهم كفار ، يعني سفلة اليهود ، { كمثل ريح فيها صر } ، يعني بردا شديدا ، { أصابت } الريح الباردة ، { حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته } ، فلم يبق منه شيئا ، كما أهلكت الريح الباردة { حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته } ، فلم يبق منه شيئا ، كما أهلكت الريح الباردة حرث الظلمة ، فلم ينفعهم حرثهم ، فكذلك أهلك الله نفقات سفلة اليهود ، ومنهم كفار مكة التي أرادوا بها الآخرة ، فلم تنفعهم نفقاتهم ، فذلك قوله عز وجل : { وما ظلمهم الله } حين أهلك نفقاتهم ، فلم نتقبل منهم ، { ولكن أنفسهم يظلمون } .