{ قال آيتك أن لا تكلم } لا تقدر على كلام { الناس ثلاثة أيام } وإنما خص كلام الناس ليعلمه أنه يحبس لسانه عن القدرة على تكليمهم خاصَّةً مع إبقاء قدرته على الثناء بالذكر لله تعالى { إلا رمزاً } يعني إلا إشارة بيدك أو غيرها { وسبِّح بالعشي } من حين تزول الشمس إلى حين تغيب { والإِبكار } من حين طلوع الفجر إلى وقت الضحى .
قال في تفسير الهادي : يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) وسألت عن يحيى ( عليه السلام ) والخبر الذي بلغ عنه هو أن اليهود لعنهم الله تعالى لما أن طلبوه دخل الشجرة فلحقوه فنشروه بالمنشار وأما الذي نوثق به ونصححه فإنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمّا وصل إلى الأكانع يدعوهم إلى الله تعالى كان فيهم ملك جبار عنيد ، فلما كان ذات يوم وهو يدعو الخلق إلى الله تعالى ويحضهم على طاعته ويقيم عليهم حجج ربه ، إذ جاءت إليه امرأة على فرس ذات جمال وهيئة ، قاصدة إلى الملك فقيل ليحيى ( عليه السلام ) : إن هذه المرأة يفسق بها هذا الظالم وهي تختلف إليه كذلك فوثب إليها ( عليه السلام ) ورماها بالحصى وقال : يا عدوة الله تجاهرين بمعصية الله ووعظها مع كلام طرحه ( عليه السلام ) لها ، فلما دخلت على الملك دخلت غضبانة فسألها عن خبرها فأخبرته بما فعل يحيى بن زكريا ( عليه السلام ) وامتنعت من الوقوف عنده والانبساط إليه حتى يقتل لها يحيى
( عليه السلام ) ، فأرسل الطغاة له فنشروه بالمنشار طلباً لرضى الفاجرة لما كان من فعله بها ، فلم يمنع الطغاة عنه أحد من أهل ذلك الدهر منه ، ولم ينكر فعله عليه ، فأقام دمُّه يعلو على الأرض جهراً ، فلما أن قال بخت نصر وظهر على البلد قال : ما بال هذا الدم يعلو ؟ فقيل له : إنه على ما تعاين دهراً وحيناً طويلاً وأعلموه بالسبب ، فقال : إن لهذا الدم لأمراً وشأناً فلأقتلن جميع أهل البلد فأقبل يقتلهم على الدم والدم يطفح على دمائهم ويعلو حتى قتل مائة ألف إلا واحداً والدم يعلو على حاله يعلُو على الدماء ، فقال : اطلبوا فقيل له : لم يبق من القوم أحد ، فأمر بالطلب فلم يزالوا يطلبوا حتى وجدوا رجلاً متحيزاً في غارٍ فضربوا عنقه على الدم ، فلما أن قتل سكن الدم عند كمال مائة ألف ، هذا ما كان من خبره ( عليه السلام ) رواه في تفسير الهادي ( عليه السلام ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.