( قال رب اجعل لي آية ) أي علامة أعرف بها صحة الحبل فأتلقى هذه النعمة بالشكر ، والجعل هنا التصيير أو بمعنى الخلق والإيجاد ، وإنما سأل الآية لأن العلوق أمر خفي ، فأراد أن يطلع عليه ليتلقى تلك النعمة بالشكر من حين حصولها ولا يؤخره إلى ظهورها المعتاد .
ولعل هذا السؤال وقع بعد البشارة بزمان مديد إذ به يظهر ما ذكر من كون التفاوت بين سن يحيى وعيسى ستة أشهر لأن ظهور العلامة كان عقب طلبها لقوله في سورة مريم ( فخرج على قومه من المحراب ) الآية قاله أبو السعود .
( قال آيتك أن لا تكلم الناس ) أي علامتك أن تحبس لسانك عن تكليم الناس ثلاثة أيام لا عن غيره من الأذكار ، وإنما جعلت آيته ذلك لتخليص المدة لذكر الله سبحانه شكرا على ما أنعم به عليه ، وأحسن الجواب ما اشتق من السؤال ، وقيل كان ذلك عقوبة من الله سبحانه له بسبب سؤاله الآية بعد مشافهة الملائكة إياه ، حكاه القرطبي عن أكثر المفسرين .
وقيل أن لا تقدر على تكليمهم وتمنع من كلامهم قهرا بحيث لو حاولت الكلام لم تقدر عليه ( ثلاثة أيام ) بلياليها لقوله تعالى في سورة مريم
( ثلاث ليال سويا ) ( إلا رمزا ) أي إشارة ، والرمز في اللغة الإيماء بالشفتين أو العينين أو الحاجبين أو اليدين وأصله الحركة وهو استثناء منقطع لكون الرمز من غير جنس الكلام ورجحه القاضي .
وقيل هو متصل على معنى أن الكلام ما حصل به الإفهام من لفظ أو إشارة أو كتابة وهو بعيد ، والصواب الأول وبه قال الأخفش والكسائي وقيل أراد به صوم ثلاثة أيام لأنهم كانوا إذا صاموا لم يتكلموا ، والأول أولى لموافقة أهل اللغة عليه .
( واذكر ربك ) أي في مدة الحبسة وعقد اللسان عن كلامهم شكرا لهذه النعمة ( كثيرا وسبح بالعشي ) هو جمع عشية وهي آخر النهار قاله الواحدي ، وقيل هو واحد وهو المشهور وهو من حين زوال الشمس إلى أن تغيب ، ومنه سميت صلاة الظهر والعصر صلاتي العشاء ، وقيل من العصر إلى ذهاب صدر الليل وهو ضعيف ( والإبكار ) بالكسر مصدر استعمل اسما للوقت الذي هو البكرة وهو من طلوع الفجر إلى وقت الضحى ، وقيل المراد بالتسبيح الصلاة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.