تفسير الأعقم - الأعقم  
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَۖ خَلَقَهُۥ مِن تُرَابٖ ثُمَّ قَالَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (59)

قوله تعالى : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب } الآية نزلت في وفد نجران ، والعاقب وأصحابه قالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هل رأيت ولداً من غير أب ؟ فنزلت ، عن ابن عباس : فلما دعاهم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى المباهلة أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة ( عليهم السلام ) وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إذا أنا دعوت فأمنوا " ثم دعا النصارى إلى المباهلة فأحجموا عنها ، وأقروا بالذلة ، وقبلوا الجزية ، وروي أنهم استشاروا العاقب وكان ذا رأيهم ، فقال : إنه نبي مرسل وما لاعن قوم شيئاً قط فعاش كبيرهم ولا ثبت صغيرهم فوادعوه وانصرفوا ، وروي أن أسعف نجران قال لهم : إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله تعالى أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة . وسألوا الصلح ، فصالحهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في كل سنة ألفي حلة ، ألف في رجب وألف في صفر ، وثلاثين درعاً ، وثلاثين فرساً ، وثلاثين رمحاً ، فدفعوها إلى واليه ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " والذي نفسي بيده لو باهلوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليه الوادي ناراً وما حال الحول على النصارى حتى هلكوا " .