{ فلما قضينا عليه الموت } أوجبنا عليه الموت على سليمان { ما دلهم على موته } أي ما دل الجن على موت سليمان { إلا دابة الأرض تأكل منسأته } أي عصاه { فلما خرّ } سقط { تبيّنت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين } وقرأ ابن مسعود : تبينت الانس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ، وروي أنه كان من عبادة سليمان أن يعتكف في بيت المقدس المدد الطوال ، فلما دنا أجله لم يصبح إلاَّ رأى في محرابه شجرة نابتة قد أنطقها الله سبحانه فسألها لأي شيء أنت ؟ فتقول : لكذا ، حتى أصبح ذات يوم فرأى الخروبة ، فسألها فقالت : نبتّ لخراب هذا المسجد ، فقال : ما كان الله ليخربه وأنا حيٌ أنت التي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس ، فنزعها وغرسها في حائط له وقال : اللهم عمّ على الجن موتي حتى يعلم الناس أنهم لا يعلمون الغيب ، وقال لملك الموت : إذا أمرت بي فأعلمني ، فقال : أمرت بك وقد بقي من عمرك ساعة ، فدعا الشياطين فبنوا عليه صرحاً من قوارير ليس له باب ، وقام يصلي متكئاً على عصاه فقبض روحه وهو متكئ عليها ، فمر به شيطان فلم يسمع صوته ، فنظر فإذا سليمان قد خرّ ميتاً ، ففتحوا عليه فإذا العصا قد أكلتها الأرضة ، وأرادوا أن يعرفوا ذلك فوضعوا الأرض على العصا فأكلت منها يوم وليلة مقداراً فحسبوه فوجدوه قد مات منذ سنة وكانوا يعملون بين يديه ويحسبونه حيّاً ، فأيقن الناس أنهم لو علموا الغيب ما لبثوا في العذاب المهين سنة ، وروي أن سليمان ملك الأمر وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، فبقي في ملكه أربعين سنة ، ثم ذكر ما أنعم به على سبأ وكانوا بنعمة ، وروي أن الله بعث اليهم ثلاثة عشر نبياً يدعونهم إلى الله تعالى ويذكرونهم نعمته عليهم فكذبوهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.