التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَلَمَّا قَضَيۡنَا عَلَيۡهِ ٱلۡمَوۡتَ مَا دَلَّهُمۡ عَلَىٰ مَوۡتِهِۦٓ إِلَّا دَآبَّةُ ٱلۡأَرۡضِ تَأۡكُلُ مِنسَأَتَهُۥۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلۡجِنُّ أَن لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ٱلۡغَيۡبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِينِ} (14)

قوله تعالى { فلما قضينا عليه الموت ما دَلّهُمْ على موتِه إلاّ دابّة الأرضِ تأكلُ منسأته فلمّا خرّ تبيّنت الجنّ أن لّوْ كانوا يعْلمون الغيبَ ما لبِثوا في العذاب المهين } .

أخرج إبراهيم بن طهمان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كان نبي الله سليمان إذا قام في مصلاه رأى شجرة نابتة بنين يديه . فقال لها ما اسمك ؟ قالت : الخرنوب . قال : لأي شيء أنت ؟ فقالت : لخراب هذا البيت . فقال اللهم عم عليهم موتي حتى يعلم الإنس أن الجن لا تعلم الغيب . قال فنحتها عصا يتوكأ عليها . فأكلتها الأرضة فسقطت فخر . فحزروا أكلها الأرضة . فوجدوه حولا . فتبينت الإنس أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين- وكان ابن عباس يقرؤها هكذا- فشكرت الجن الأرضة . فكانت تأتيها بالماء حيث كانت .

رواه الذهبي بسنده إلى إبراهيم بن طهمان به ثم قال : إسناده حسن ( سير أعلام النبلاء 4/338- 339 ) . والخرنوب : ويقال : الخرنوب : وهو نوعان بري وشامي ؛ فالأول : ذو أفنان وحمل . وله شوك يرتفع قدر الذراع . وفيه حب صلب زلال بشع . لا يؤكل إلا في الجهد . والثاني : حلو يؤكل . عريض وأكبر من سابقه . التاج ( خرب ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن ابن عباس قوله : { إلا دابة الأرض تأكل منسألة } يقول : الأرضة تأكل عصاه .