تفسير الأعقم - الأعقم  
{۞وَلَوۡ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزۡقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٖ مَّا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرُۢ بَصِيرٞ} (27)

{ ولو بسط الله الرزق لعباده } ، قيل : لو وسع عليهم برهم وفاجرهم ، وقيل : بسط بحسب ما يطلبونه ويتمنونه { لبغوا في الأرض } أي ترفع كل أحد من درجته فيبغي بعضهم على بعض ، وقيل : يعصوا الله تعالى ، وقيل : لو رزق العباد من غير كسب لطغوا وسعوا في الأرض فساداً ولكن شغلهم بالكسب رحمة منه { ولكن ينزل بقدر ما يشاء } بقدر صلاحهم ، وقيل : يجعل واحداً غنياً وواحداً فقيراً بحسب المصلحة { إنه بعباده خبير بصير } وقد روى أنس عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن جبريل عن الله تعالى في حديث طويل : " إن من عبادي من لا يصلحه إلا السقم ، ولو صححته لأفسده ، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الصحة ، ولو أسقمته لأفسده ، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ، ولو أفقرته لأفسده ، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ، ولو أغنيته لأفسده ، ذلك أدبر عبادي بعلمي بقلوبهم " ومتى قيل : فنحن نرى موسعاً عليه شكور ومضيقاً عليه يكفر ، قالوا : لعل المضيق عليه يستوي حالته أو كان يزيد كفره لو أغناه والله أعلم بتفاصيل ذلك ، وإنما نعلم أنه يغني ويفقر بحسب المصلحة على ما يقتضي علمه .