فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞وَلَوۡ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزۡقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٖ مَّا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرُۢ بَصِيرٞ} (27)

{ وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ في الأرض } أي لو وسع الله لهم رزقهم لبغوا في الأرض لعصوا فيها ، وبطروا النعمة وتكبروا ، وطلبوا ما ليس لهم طلبه . وقيل : المعنى لو جعلهم سواء في الرزق لما انقاد بعضهم لبعض ، ولتعطلت الصنائع ، والأوّل أولى . والظاهر عموم أنواع الرزق . وقيل : هو المطر خاصة { ولكن يُنَزّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء } أي ينزل من الرزق لعباده بتقدير على حسب مشيئته ، وما تقتضيه حكمته البالغة . { إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرُ } بأحوالهم { بَصِيرٌ } بما يصلحهم من توسيع الرزق وتضييقه ، فيقدر لكل أحد منهم ما يصلحه ، ويكفه عن الفساد بالبغي في الأرض .

/خ28