{ لَبَغَوْاْ } من البغي وهو الظلم ، أي : لبغى هذا على ذاك ، وذاك على هذا ، لأنّ الغنى مبطرة مأشرة ، وكفى بحال قارون عبرة . ومنه قوله عليه الصلاة والسلام : « أخوف ما أخاف على أمّتي زهرة الدنيا وكثرتها » ولبعض العرب :
وَقَدْ جَعَلَ الْوَسْمِيَّ يَنْبُتُ بَيْنَنَا *** وَبَيْنَ بني رُومَانَ نَبْعاً وَشَوْحَطَا
يعني : أنهم أحيوا فحدّثوا أنفسهم بالبغي والتفانن . أو من البغي وهو البذخ والكبر ، أي : لتكبروا في الأرض ، وفعلوا ما يتبع الكبر من العلو فيها والفساد . وقيل : نزلت في قوم من أهل الصفة تمنوا سعة الرزق والغنى . قال خباب بن الأرت : فينا نزلت ، وذلك أنا نظرنا إلى أموال بني قريظة والنضير وبني قينقاع فتمنيناها { بِقَدَرٍ } بتقدير . يقال قدره قدراً وقدرا . { خَبِيرُ بَصِيرٌ } يعرف ما يؤول إليه أحوالهم ، فيقدّر لهم ما هو أصلح لهم وأقرب إلى جمع شملهم ، فيفقر ويغنى ، ويمنع ويعطي ، ويقبض ويبسط كما توجبه الحكمة الربانية . ولو أغناهم جميعاً لبغوا ، ولو أفقرهم لهلكوا .
فإن قلت : قد نرى الناس يبغي بعضهم على بعض ، ومنهم مبسوط لهم ، ومنهم مقبوض عنهم ؛ فإن كان المبسوط لهم لم يبغون ، فلم بسط لهم : وإن كان المقبوض عنهم يبغون فقد يكون البغي بدون البسط ، فلم شرطه ؟ قلت : لا شبهة في أنّ البغي مع الفقر أقل ومع البسط أكثر وأغلب ، وكلاهما سبب ظاهر للإقدام على البغي والإحجام عنه ، فلو عم البسط لغلب البغي حتى ينقلب الأمر إلى عكس ما عليه الآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.