تفسير الأعقم - الأعقم  
{ذَٰلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِۗ قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ وَمَن يَقۡتَرِفۡ حَسَنَةٗ نَّزِدۡ لَهُۥ فِيهَا حُسۡنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ شَكُورٌ} (23)

{ ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فإنهم المستحقون له فيسرون به { قل لا أسألكم عليه أجراً } أي على ما أدعوكم إليه { إلاَّ المودة في القربى } ، قال جار الله : أنها لما نزلت قيل : " يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : " علي وفاطمة وابناهما " ويدل عليه ما روي عن علي ( عليه السلام ) قال : " شكوت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حسد الناس ، قال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن ايماننا وشمائلنا وذرياتنا خلف أزواجنا " وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولما يجازه فأنا أجازه عليها غداً إذا لقيني يوم القيامة " ، " وروي أن الأنصار قالوا : فعلنا وفعلنا كأنهم افتخروا فقال عباس أو ابن عباس : لنا الفضل عليكم ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأتاهم في مجالسهم فقال : " يا معاشر الأنصار ألم تكونوا أذلةً فأعزكم الله بي ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " أفلا تجيبوني ؟ " قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟ قال : " ألا تقولون ألم يخرجك قومك فأويناك ، أولم يكذبوك فصدقناك ، أولم يخذلوك فنصرناك " قال : فما زال يقول حتى جثوا على الركب ، وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله " ، فنزلت الآية ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من مات على حب آل محمد مات شهيداً ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ، ومن مات على حب آل محمد مات تائباً ، ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له مؤمناً مستكملاً للايمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزاره لملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة " ، ذكر الكلام المتقدم في الكشاف ، قال في الحاكم ، قيل : اجتمع المشركون وقالوا : أترون أن محمداً سأل على ما يتعاطاه أجراً فنزلت الآية ، وقيل : لما نزلت : { إلاَّ المودة في القربى } ، قال قوم : يحث على مودة أقاربه من بعده فنزل جبريل فقال : اتهموك { ومن يقترف حسنة } أي يعمل طاعة { نزد له فيها حسناً } ، قيل : يثيبُه ويزد له من فضله { إنه غفور } للذنوب { شكور } لمن أطاعه ، يقبل القليل ويثيب عليه الجزيل .