{ ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فإنهم المستحقون له فيسرون به { قل لا أسألكم عليه أجراً } أي على ما أدعوكم إليه { إلاَّ المودة في القربى } ، قال جار الله : أنها لما نزلت قيل : " يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : " علي وفاطمة وابناهما " ويدل عليه ما روي عن علي ( عليه السلام ) قال : " شكوت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حسد الناس ، قال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن ايماننا وشمائلنا وذرياتنا خلف أزواجنا " وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولما يجازه فأنا أجازه عليها غداً إذا لقيني يوم القيامة " ، " وروي أن الأنصار قالوا : فعلنا وفعلنا كأنهم افتخروا فقال عباس أو ابن عباس : لنا الفضل عليكم ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأتاهم في مجالسهم فقال : " يا معاشر الأنصار ألم تكونوا أذلةً فأعزكم الله بي ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " أفلا تجيبوني ؟ " قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟ قال : " ألا تقولون ألم يخرجك قومك فأويناك ، أولم يكذبوك فصدقناك ، أولم يخذلوك فنصرناك " قال : فما زال يقول حتى جثوا على الركب ، وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله " ، فنزلت الآية ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من مات على حب آل محمد مات شهيداً ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ، ومن مات على حب آل محمد مات تائباً ، ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له مؤمناً مستكملاً للايمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزاره لملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة " ، ذكر الكلام المتقدم في الكشاف ، قال في الحاكم ، قيل : اجتمع المشركون وقالوا : أترون أن محمداً سأل على ما يتعاطاه أجراً فنزلت الآية ، وقيل : لما نزلت : { إلاَّ المودة في القربى } ، قال قوم : يحث على مودة أقاربه من بعده فنزل جبريل فقال : اتهموك { ومن يقترف حسنة } أي يعمل طاعة { نزد له فيها حسناً } ، قيل : يثيبُه ويزد له من فضله { إنه غفور } للذنوب { شكور } لمن أطاعه ، يقبل القليل ويثيب عليه الجزيل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.