بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞وَلَوۡ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزۡقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٖ مَّا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرُۢ بَصِيرٞ} (27)

قوله تعالى : { وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق لِعِبَادِهِ } يعني : لو وسع الله تعالى عليهم المال { لَبَغَوْاْ } أي : لطغوا { في الأرض } وعصوا { ولكن يُنَزّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء } يعني : يوسع على كل إنسان ، بمقدار صلاحه في ذلك ، قال أبو الليث رحمه الله : حدّثنا أبو القاسم ، حمزة بن محمد قال : حدّثنا أبو القاسم ، أحمد بن حمزة ، قال : حدّثنا نصر بن يحيى ، قال : سمعت شقيق بن إبراهيم الزاهد يقول : { وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ في الأرض } قال : لو أن الله تعالى رزق العباد من غير كسب ، لتفرغوا وتفاسدوا في الأرض ، ولكن شغلهم بالكسب ، حتى لا يتفرغوا للفساد .

ثم قال : { إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرُ بَصِيرٌ } يعني : بالبر ، والفاجر ، والمؤمن ، والكافر . ويقال : يعني : عالم بصلاح كل واحد منهم .