تفسير الأعقم - الأعقم  
{قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمَا ٱدۡخُلُواْ عَلَيۡهِمُ ٱلۡبَابَ فَإِذَا دَخَلۡتُمُوهُ فَإِنَّكُمۡ غَٰلِبُونَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (23)

{ قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب } بالايمان قالا لهم أن العمالقة أجسام لا قلوب فيها فلا تخافوهم وارجعوا إليهم فإنكم غالبون ، وأراد بالباب قرية الجبارين ، وروي عن الفقيه شهاب الدين أحمد بن مفضل نور الله ضريحه أنه لقي مرَّة رجل من الجبارين يقال له عوج بن عنق ، كان يتحجر بالسحاب أن يبلغ السحاب منه حجره السراويل ويشرب من السحاب ، ويتناول الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشمس ثم يأكله ، ولم يبلغ الماء من طوفان نوح ركبتي عوج ، روى الثعلبي أن طوله ثلاثة آلاف وعشرون ألفاً وثلاثمائة وثلاث وثلاثون ذراعاً ، وعاش ثلاثة آلاف سنة وأهلكه الله على يدي نبيه موسى ( عليه السلام ) وكان عسكر موسى فرسخ في فرسخ فجاء عوج حتى نظر إليهم ثم جاء الجبل وقدر منه صخرة على قدر العسكر ، ثم حملها ليطبقها عليهم ، فأقبل موسى ( عليه السلام ) وكان طوله عشرة أذرع وطول عصاه عشرة وصد في السماء عشرة ، فما أصاب إلا كعب فقتله قال : فلما قتل وقع على نيل مصر فحصرهم سنة وكانت أمه عنق ، وقيل : عناق إحدى بنات آدم ( عليه السلام ) ويقال أنها كانت أول بغيَّة على وجه الأرض ، قال : وكان كل اصبع من أصابعها ثلاثة أذرع في ذراعين وكان موضع مجلسها حربياً وروي أن عوج لقي النقباء وعلى رأسهم حزمة حطب فأخذ الاثني عشرة وحملهم في حجرته وانطلق بهم إلى امرأته ، قال : انظري إلى هؤلاء القوم يزعمون أنهم يريدون قتالنا ، وطرحهم بين يديها ، وقال لأطحنهم برجلي ، فقالت امرأته له : لا بل خلهم حتى يخبروا قومهم ، ففعل ذلك ، فلما خرج النقباء قال بعضهم لبعض : يا قوم أنكم إن أخبرتم بني اسرائيل خبر القوم ارتدّوا عن نبي الله ولكن اكتموا وأخبروا موسى وهارون ، فلما بلغوا إلى موسى وهارون أخبروا قومهم إلا رجلان