فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمَا ٱدۡخُلُواْ عَلَيۡهِمُ ٱلۡبَابَ فَإِذَا دَخَلۡتُمُوهُ فَإِنَّكُمۡ غَٰلِبُونَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (23)

قوله : { قَالَ رَجُلاَنِ } هما : يوشع وكالب بن يوفنا أو ابن فانيا ، وكانا من الإثنى عشر نقيباً كما مرّ بيان ذلك .

وقوله : { مِنَ الذين يَخَافُونَ } أي : يخافون من الله عزّ وجلّ ؛ وقيل : من الجبارين أي : هذان الرجلان من جملة القوم الذين يخافون من الجبارين ؛ وقيل من الذين يخافون ضعف بني إسرائيل وجبنهم . وقيل : إن الواو في { يَخَافُونَ } لبني إسرائيل : أي من الذين يخافهم بنو إسرائيل . وقرأ مجاهد وسعيد بن جبير «يخافون » بضم الياء : أي يخافهم غيرهم .

قوله : { أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمَا } في محل رفع على أنه صفة ثانية لرجلان ، بالإيمان ، واليقين بحصول ما وعدوا به من النصر والظفر : { ادخلوا عَلَيْهِمُ الباب } أي : باب بلد الجبارين ، { فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالبون } قالا هذه المقالة لبني إسرائيل . والظاهر : أنهما قد علما بذلك من خبر موسى ، أو قالاه ثقة بوعد الله ، أو كانا قد عرفا أن الجبارين قد ملئت قلوبهم خوفاً ورعباً .

/خ26