جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمَا ٱدۡخُلُواْ عَلَيۡهِمُ ٱلۡبَابَ فَإِذَا دَخَلۡتُمُوهُ فَإِنَّكُمۡ غَٰلِبُونَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (23)

{ قال رجلان } يوشع وكالبُ{[1223]} { من الذين يخافون } أمر الله وعقابه وقيل : هما من الجبابرة أسلما واتبعا موسى فمعناه يخافون أي بنو إسرائيل منهم { أنعم الله عليهما } بالعصمة هو الثبات صفة ثانية لرجلين أو اعتراض { ادخلوا عليهم الباب } باب قريتهم أي : ازحفوا عليهم { فإذا دخلتموه فإنكم غالبون } لما جربنا ضعف قلوبهم ولتيقُن إنجاز وعد الله في نصرة نبيه { وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين{[1224]} } به مصدقين لوعده .


[1223]:عن ابن عباس وغيره أنهما يوشع ابن أخت موسى وكالب ختن موسى على أخته مريم بنت عمران وهما من النقباء الكامنين ما اطلعا عليه من حال الجبابرة/12 وجيز.
[1224]:وكثيرا يأتي معمول ما بعد الفاء متقدما عليها لما رأيا بني إسرائيل قد عصوا في الإقدام على الجهاد مع وعد الله في قوله: (التي كتب الله لكم) استرابا في إيمانهم فقالا (إن كنتم مؤمنين)/12 منه.