تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِنَا فَقُلۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۖ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ أَنَّهُۥ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوٓءَۢا بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (54)

قوله تعالى : { وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا } الآية نزلت في القوم الذين طلبت مشركوا مكة طردهم ، وقيل : في جماعة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منهم علي ( عليه السلام ) ومصعب بن عمير وجعفر وحمزة ، وعمّار وأبو بكر وعمر ، وقال عكرمة : جاء عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، ونوفل بن الحرث من أشراف بني عبد مناف إلى أبي طالب فقالوا : يا ابا طالب لو أن ابن أخيك محمداً يطرد عنه موالينا كنا نجالسه ، فأتى أبو طالب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكلمه بالذي حدثوه ، فقال عمر : لو فعلت ذلك حتى تنظر الذي يريدون وإلى ما يصيرون فنزلت الآية وجاء عمر فاعتذر من مقالته رواه في تفسير الثعلبي ، " وروي أنهم قالوا : إن كنت أرسلت إلينا فاطرد هؤلاء عنك فنكون من أصحابك فنزلت الآية ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم يقو أمتي معكم المحيى ومعكم الممات " فكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقعد ويدنو منهم يؤمنون بآياتنا يصدقون بالقرآن ، وقيل : بمحمد ومعجزاته { فقل سلام عليكم } أمره أن يسلم عليهم ، وقيل : السلام هو الله تعالى ، ومعناه الله مطلع عليكم ، حافظ لكم { كتب ربكم على نفسه الرحمة } قيل : أوجب على نفسه إيجاباً مؤكداً ، وقيل : كتبه في اللوح المحفوظ ، وقيل : في القرآن