مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِنَا فَقُلۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۖ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ أَنَّهُۥ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوٓءَۢا بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (54)

{ وَإِذَا جَاءَكَ الذين يُؤْمِنُونَ بئاياتنا فَقُلْ سلام عَلَيْكُمْ } إِما أن يكون أمراً بتبليغ سلام الله إليهم ، وإما أن يكون أمراً بأن يبدأهم بالسلام إكراماً لهم وتطييباً لقلوبهم . وكذا قوله { كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة } من جملة ما يقول لهم ليبشرهم بسعة رحمة الله وقبوله التوبة منهم ومعناه وعدكم بالرحمة وعداً مؤكداً { أَنَّهُ } الضمير للشأن { مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءا } ذنباً { بِجَهَالَةٍ } في موضع الحال أي عمله وهو جاهل بما يتعلق به من المضرة ، أو جعل جاهلاً لإيثاره المعصية على الطاعة { ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ } من بعد السوء أو العمل { وَأَصْلَحَ } أخلص توبته { فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } { أَنَّهُ } { فَإِنَّهُ } شامي وعاصم . الأول بدل الرحمة ، والثاني خبر مبتدأ محذوف أي فشأنه أنه غفور رحيم . { أَنَّهُ } { فَإِنَّهُ } مدني الأول بدل الرحمة ، والثاني مبتدأ . { إِنَّهُ } { فَإِنَّهُ } غيرهم على الاستئناف كأن الرحمة استفسرت فقيل : إنه من عمل منكم