قوله : { وَعْدُ } أي : موعود ، فهو مصدر واقع موقع مفعول ، وتركه الزمخشريُّ على حاله ، لكن بحذف مضافٍ ، أي : وعدُ عقاب أولاهما . وقيل : الوعدُ بمعنى الوعيد ، وقيل : بمعنى الموعد الذي يراد به الوقت ، فهذه أربعة أوجهٍ ، والضمير عائدٌ على المرَّتينِ .
قوله : " عِبَاداً لَنَا " العامة على " عِبَاد " بزنة فِعَال ، وزيد بن عليٍّ والحسن " عَبِيداً " على فعيل ، وتقدَّم الكلام على ذلك .
وقوله : " فَجاسُوا " عطف على " بَعثْنَا " ، أي : ترتَّب على بعثنا إياهم هذا . وجُوس بفتح الجيم وضمها مصدر جاسَ يَجُوسُ ، أي : فتَّش ونقَّب ، قاله أبو عبيدٍ ، وقال الفراء{[20202]} : " قَتلُوا " قال حسان : [ الطويل ]
ومِنَّا الَّذي لاقَى بِسيْفِ مُحمَّدٍ *** فَجَاسَ بِهِ الأعْداءُ عَرْضَ العَساكرِ{[20203]}
وقال أبو زيد : " الجُوسُ والجَوْسُ والحَوْسُ والهَوْسُ طلب الطَّوف باللَّيْلِ " . وقال قطربٌ : " جَاسُوا : نَزلُوا " . وأنشد : [ المتقارب ]
فَجُسْنَا دِيَارهُمْ عَنْوَةً *** وأبْنَا بِسَاداتِهمْ مُوثَقِينَا{[20204]}
وقيل : " جَاسُوا بمعنى دَاسُوا " ، وأنشد : [ الرجز ]
إلَيْكَ جُسْنَا اللَّيْلَ بالمَطِيِّ{[20205]} *** وقيل : الجَوْسُ : التردُّد . قال الليث : الجَوْس ، والجوسان : التردُّد وقيل : طلب الشيءِ باستقصاءٍ ، ويقال : " حَاسُوا " بالحاءِ المهملة ، وبها قرأ{[20206]} طلحةُ وأبو السَّمَّال ، وقُرِئ{[20207]} " فجُوِّسُوا " بالجيم ، بزنة نُكِّسُوا .
و " خلال الدِّيارِ " العامة على " خِلال " وهو محتملٌ لوجهين :
أحدهما : أنه جمعُ خللٍ ؛ كجِبال في جبل ، وجمال في جَمل .
والثاني : أنه اسمٌ مفردٌ بمعنى وسطٍ ، ويدل له قراءة{[20208]} الحسن " خَلَلَ الدِّيارِ " .
قوله : " وكان وعْداً " ، أي : وكان الجوسُ ، أو وكان وعْدُ أولاهما ، أو وكان وعدُ عقابهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.