{ فَإِذَا جَاء وَعْدُ أولاهما } أي : أولى المرتين المذكورتين { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } أي : قوّة في الحروب وبطش عند اللقاء . قيل : هو بختنصر وجنوده ؛ وقيل : جالوت ؛ وقيل : جند من فارس ؛ وقيل : جند من بابل { فَجَاسُوا خلال الديار } أي : عاثوا وتردّدوا ، يقال : جاسوا وهاسوا وداسوا بمعنى ، ذكره ابن غرير والقتيبي . قال الزجاج : معناه طافوا خلال الديار ، هل بقي أحد لم يقتلوه ؟ قال : والجوس طلب الشيء باستقصاء . قال الجوهري : الجوس مصدر قولك جاسوا خلال الديار ، أي : تخللوها ، كما يجوس الرجل للأخبار ، أي : يطلبها ، وكذا قال أبو عبيدة . وقال ابن جرير : معنى جاسوا طافوا بين الديار يطلبونهم ويقتلونهم ذاهبين وجائين . وقال الفراء : معناه قتلوهم بين بيوتهم وأنشد لحسان :
وَمِنَّا الذي لاقى بسَيْفٍ مُحَمَدٍ *** فَجاسَ بِهِ الأعْدَاءَ عُرْض العَسِاكِرِ
وقال قطرب : معناه نزلوا . وأنشد قول الشاعر :
فجسنا ديارهم عنوة *** وأُبنَا بساداتهم موثقينا
وقرأ ابن عباس ( فحاسوا ) بالحاء المهملة . قال أبو زيد : الحوس ، والجوس ، والعوس ، والهوس : الطوف بالليل ، وقيل : الطوف بالليل هو الجوسان محركاً ، كذا قال أبو عبيدة . وقرئ ( خلل الديار ) . ومعناه معنى خلال وهو : وسط الديار { وَكَانَ } ذلك { وَعْدًا مفْعُولاً } أي : كائناً لا محالة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.