" وكمْ أهْلَكٍنَا قبلهُمْ مِنْ قرنٍ " لأنهم إذا تأملوا وعلموا أنه لا بد من زوال الدنيا ، وأنه لا بد فيها من الموت خافوا سوء العاقبة في الآخرة فكانوا إلى الحذر من المعاصي أقرب ، ثم أكد تعالى ذلك فقال{[22883]} : { هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ }{[22884]} . قرأ الناس{[22885]} بضم التاء وكسر الحاء من أحسَّ{[22886]} .
وقرأ أبو حيوة ، وأبو جعفر{[22887]} ، وابن أبي عبلة{[22888]} " نَحُسُّ " " بفتح التاء وضم الحاء {[22889]} " {[22890]} وقرأ بعضهم : " تَحِس " بالفتح والكسر ، من حسَّه : أي شعر به ، ومنه الحواس الخمس{[22891]} . و " مِنْهُم " {[22892]} حال من " أحَد " ، إذ هو في الأصل صفة له . و " مِنْ أحَد " مفعول زيدت فيه " مِنْ . وقرأ حنظلة " {[22893]} تُسْمَعُ " بضم التاء وفتح الميم مبنياً للمفعول{[22894]} . و " رِكْزاً " مفعول على كلتا القارءتين ، إلا أنه مفعول ثان في القراءة " الشاذة " {[22895]} . والرَِّكْزُ : الصوت الخفي دون نطق بحروف ولا فم{[22896]} ، " ومنه ركز الرمح{[22897]} " أي غيب طرفه في الأرض وأخفاه ، ومنه الرِّكاز ، وهو المال المدفون لخفائه واستتاره{[22898]} ، وأنشدوا :
فَتَوجَّسَتْ رَكْزَ الأنيسِ فَراعَها *** عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ ، والأنيسُ سَقامُهَا{[22899]}
فصل{[22900]}
قال المفسرون : " هّلْ تُحِسُّ " ، وقيل : هل تجد{[22901]} .
" مِنْهُم مِنْ أحَدٍ " ، لأنَّ الرسول - عليه السلام{[22902]}- إذا لم يحسّ منهم أحداً برؤية وإدراك ووجدان ، ولا يسمع لهم ركزاً ، أي : صوتاً خفياً دلَّ ذلك على انقراضهم وفنائهم بالكلية{[22903]} .
قال الحسن : بادوا جميعاً ، فلم{[22904]} يبق عين ولا أثر{[22905]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.