اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَوۡ أَرَدۡنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهۡوٗا لَّٱتَّخَذۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَٰعِلِينَ} (17)

قوله : { لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً } .

قال ابن عباس{[27958]} : في رواية عطاء : اللهو : المرأة ، وهو قول الحسن وقتادة وقال في رواية الكلبي : اللهو : الولد بلغة اليمن ، وهو قول السدي . وهو في المرأة أظهر ، لأن الوطأ يسمى لهواً{[27959]} في اللغة ، والمرأة محل الوطأ .

«لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ » أي : من عندنا من الحور العين لا من عندكم من أهل الأرض . وقيل : معناه لو كان ذلك جائزاً في صفته لم يتخذه بحدث يظهر لهم ويستر ذلك حتى لا يطلع عليه . وتأويل الآية : أن النصارى لما قالوا في المسيح وأمه ما قالوا رد الله عليهم بهذا ، وقال : «لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ » ، لأنكم تعلمون{[27960]} أن ولد الرجل وزوجته يكونان عنده لا عند غيره{[27961]} .

قوله : { إِن كُنَّا فَاعِلِينَ } في «إِنْ » هذه وجهان :

أحدهما : أنها نافية ، أي : ما كنا فاعلين ، قاله قتادة ومقاتل وابن جريج{[27962]} .

والثاني : أنها شرطية ، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب «لو »{[27963]} عليه والتقدير : إن كنا فاعلين اتخذناه ولكنا لم نفعله ، لأنه لا يليق بالربوبية{[27964]} .


[27958]:من هنا نقله ابن عادل عن البغوي 5/478-479.
[27959]:في ب: لهو.
[27960]:في ب: لا تعلمون.
[27961]:آخر ما نقله هنا عن البغوي 5/478- 479.
[27962]:وهو قول المفسرين لأن "إن" التي في معنى النفي يكثر مجيء "إلا" بعدها. انظر معاني القرآن للفراء 2/200، معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/387 التبيان 2/913، والقرطبي 11/276، البحر المحيط 6/302.
[27963]:وهو قوله: "لاتخذناه من لدنا".
[27964]:وهو قول النحويين، واستظهره أبو حيان. انظر معاني القرآن للفراء 2/200، معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/387. التبيان 2/913. القرطبي 11/276، البحر المحيط 6/302.