اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ} (92)

قوله : { وَأَنْ أَتْلُوَ القرآن } العامة على إثبات الواو بعد اللام ، وفيها تأويلان :

أظهرهما : أنه من التلاوة وهي القراءة ، وما بعده يلائمه .

والثاني : من التلو وهو الاتباع{[39617]} كقوله : { واتبع مَا يوحى إِلَيْكَ } [ يونس : 109 ] .

وقرأ عبد الله : «وَأَنِ اتْلُ » أمراً له{[39618]} عليه السلام{[39619]} ، ف «أنْ » يجوز أن تكون المفسرة وأن تكون المصدرية ، وصلت بالأمر{[39620]} ، وتقدم ما فيه .

فصل :

المعنى : وأمرت أن أتلوَ القرآن ، ولقد قام بذلك صلوات الله عليه وسلامه أتم قيام «فَمَن اهْتَدَى » فيما تقدم من المسائل ، وهي التوحيد والحشر والنبوة ، { فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } ، أي منفعة اهتدائه راجعة إليه ، «ومَنْ ضَلَّ » عن الإيمان وأخطأ طريق الهدى ، { فقل إِنَّمَا أَنَاْ مِنَ المنذرين } المخوفين فليس عليَّ إلا البلاغ ، نسختها آية القتال{[39621]} .

قوله : «وَمَنْ ضَلَّ » يجوز أن يكون الجواب قوله : { فَقُلْ إِنَّمَا أَنَاْ }{[39622]} ، ولا بد من حذفِ عائدٍ على اسم الشرط أي : مِنَ المُنْذِرينَ لهُ{[39623]} ، لما تقدم في البقرة وأن يكون الجواب محذوفاً أي : فَوَبَالُ ضَلاَلِهِ عليه{[39624]} .


[39617]:انظر الكشاف 3/155، البحر المحيط 7/102.
[39618]:المختصر (111)، البحر المحيط 7/102، وفي ب: أمر.
[39619]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[39620]:انظر البحر المحيط 7/102.
[39621]:انظر البغوي 6/315-316.
[39622]:أنا: سقط من ب.
[39623]:إذ أداة الشرط اسم وليس ظرفاً فلا بد في جملة الجواب من ذكر يعود عليه ملفوظ أو مقدر. انظر البحر المحيط 7/102-103.
[39624]:وحذف جواب "من ضل" لدلالة جواب ما قبله عليه. انظر البحر المحيط 7/102.