اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَهُوَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأُولَىٰ وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (70)

ولما بيَّن علمه بما هم{[40708]} عليه من الغل والحسد والسفاهة قال :{ وَهُوَ الله لا إله إِلاَّ هُوَ لَهُ الحمد فِي الأولى والآخرة } ، وهذا تنبيه على كونه قادراً على كل الممكنات عالماً بكل المعلومات منزهاً عن النقائص والآفات{[40709]} { لَهُ الحمد فِي الأولى والآخرة } وهذا ظاهر على مذهب أهل السنة لأن الثواب غير واجب عليه بل يعطيه فضلاً وإحساناً ، و { لَهُ الحمد فِي الأولى والآخرة } ويؤكد قول أهل الجنة : { الحمد للَّهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحزن } [ فاطر : 34 ] . { الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } [ الزمر : 74 ] { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين }{[40708]} [ يونس : 10 ] «ولَهُ الحُكْمُ » وفصل القضاء بين الخلق ، قال ابن عباس : حكم لأهل طاعته بالمغفرة ولأهل المعصية بالشقاء{[40711]} «وإلَيْهِ تُرْجَعُونَ » أي : إلى حكمه وقضائه .


[40708]:انظر الفخر الرازي 25/11.
[40709]:انظر الفخر الرازي 25/11.
[40711]:انظر البغوي 6/359.