قوله : { وَقِيلَ ادعوا شُرَكَاءَكُمْ } أي : وقيل للكافرين ادعوا شركاءكم ، أي : الأصنام لتخلصكم من العذاب «فَدَعَوْهُمْ » ( فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا ){[40656]} لَهُمْ لم يجيبوهم ، والأقرب أن هذا على سبيل التقريع ، لأنهم يعلمون أنه لا فائدة في دعائهم لهم{[40657]} .
قوله : { لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ } جوابها محذوف أي : لما رأوا العذاب ، أو لدفعوه ، قال الضحاك{[40658]} ومقاتل : يعني المتبوع والتابع يرون العذاب ولو أنهم كانوا يهتدون في الدنيا ما أبصروا في الآخرة ، وقيل : لو أنهم كانوا مهتدين في الدنيا لعلموا أنَّ العذاب حق ، وقيل : لو كانوا{[40659]} يهتدون لوجه من وجوه الحيل لدفعوا به العذاب . وقيل قد آن لهم أن يهتدوا لو أنهم كانوا يهتدون إذا رأوا العذاب ويؤكد ذلك قوله { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حتى يَرَوُا العذاب الأليم }{[40660]} قال ابن الخطيب : وعندي أن الجواب غير محذوف وفي تقديره وجوه :
أحدها : أن الله تعالى لما خاطبهم بقوله { ادعوا شُرَكَاءَكُمْ } فهاهنا يشتد الخوف عليهم ويصيرون بحيث لا يرون شيئاً ، فقال تعالى : { وَرَأَوُا العذاب لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ } شيئاً ولما صاروا من شدة الخوف لا يبصرون شيئاً لا جرم ما رأوا العذاب .
وثانيها : أن الله تعالى لما ذكر عن الشركاء وهم الأصنام الذين لا يجيبون الذين دعوهم ، قال في حقهم : { وَرَأَوُا{[40661]} العذاب لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ } مشاهدين العذاب ، وكانوا من الأحياء لاهتدوا ، ولكنها ليست كذلك ، فلا جرم ما رأت العذاب فإن قيل : قوله : «ورأوا العَذَابَ » ضمير{[40662]} لا يليق إلا بالعقلاء ، وكيف يصح{[40663]} عوده للأصنام ، قلنا : هذا كقوله : { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ } ، وإنما أورد ذلك على حسب اعتقاد القوم فكذا هاهنا .
وثالثها : أن يكون المراد من الرؤية رؤية القلب{[40664]} ، أي : والكفار علموا حقيقة هذا{[40665]} العذاب في الدنيا لو كانوا يهتدون ، قال : وهذه الوجوه عندي خير من الوجوه المبنية على أن جواب «لو » محذوف ، فإن ذلك يقتضي تفكيك نظم{[40666]} الآية{[40667]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.