قوله : { تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المضاجع } يجوز في «تَتَجَافَى » أنْ يكون مستأنفاً{[42837]} ، وأن يكون{[42838]} حالاً وكذلك «يَدْعُونَ »{[42839]} إذا جعل «يَدْعُون » حالاً احتمل أن يكون حالا ثانية ، وأن يكون حالاً من الضمير في «جنوبهم » ؛ لأن المضارع خبرٌ{[42840]} ، والتجافي الارتفاع{[42841]} ، وعبر به عن ترك النوم ، قال ابن رواحة :
4066 - نَبِيٌّ تَجَافَى جَنْبُهُ عَنْ فِرَاشِهِ *** إذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ المَضَاجِعُ{[42842]}
والمعنى يرتفع ( وينبو ){[42843]} جنوبهم عن المضاجع جمع المضْجَع وهو المَوْضِع الذي يَضْطَجِعُ عليه يعني الفراش وهم المتهجدون بالليل الذين يقيمون الصلاة ، قال أنس : نزلت فينا مَعْشَرَ الأنصار ، كنا نصلي المغرب الصلاة فلا نرجع إلى رحالنا حتى نُصَلِّيَ العشاءَ مع - النبي صلى الله عليه وسلم{[42844]} - .
( وعن أنس{[42845]} : أيضاً قال : نَزَلَتْ في أناسٍ من أصحابِ النّبي صلى الله عليه وسلم ){[42846]} كانوا يُصَلُّونَ من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء وهو قول أبي حَازِمٍ{[42847]} ، ومُحَمَّد بْنِ{[42848]} المُنْكَدِر ، وقال في صلاة الأوابين وهو مروي عن ابن عباس . وقال عطاء : هم الذين لا ينامون حتى يصلوا العشاء الآخر والفجر في جماعة{[42849]} ، ( وقال{[42850]} صلى الله عليه وسلم : «مَنْ صَلَّى العِشَاء في جماعة ) ( كَانَ{[42851]} كَقِيَام نِصْفِ لَيْلَةٍ ومن صلى الفجر في جماعة ) كان كقيام ليلة »{[42852]} ، والمشهور أن المراد منه صلاة الليل ، وهو قول{[42853]} الحَسَنِ وجماعة ومجاهد ، ومَالِك والأوْزَاعِي{[42854]} وجماعة لقوله عليه ( الصلاة{[42855]} و ) السلام : «أفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمضَانَ شَهْرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ ، وأفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الفَرِيضَةٍ صَلاَةُ اللَّيْلِ{[42856]} ، وقال عليه ( الصلاة{[42857]} و ) السلام- : «إن{[42858]} فِي الجَنَّةِ غُرَفاً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنها وباطنُها من ظاهِرها أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَلاَنَ الكَلاَمَ ، وأَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ ، وَصَلَّى باللَّيْلِ والنَّاسُ نِيَامٌ » .
( قوله ){[42859]} : { خَوْفاً وَطَمعاً } إما مفعول من أجله وإمّا حالان{[42860]} ، ( وإما ) مصدران لعامل مقدر .
قال ابن عباس : خَوْفاً من النار{[42861]} وطمعاً في الجنة ، { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } . قيل : أراد به الصدقة المفروضة وقيل : عام في الواجب{[42862]} والتطوع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.