اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (46)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسى } لما طعن كفار قريش في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بكونه فقيراً ، عديم المال والجاه بين الله تعالى أن موسى عليه الصلاة والسلام بعد أن أورد المعجزاتِ القاهرة التي لا يشك في صحتها عاقل ، أورد عليه فرعونُ هذه الشبهة التي ذكرها كفار قريش فقال : إنه{[49907]} غَنِيٌّ كثيرُ المالِ والجاهِ ، ألا ترون أني حصل لي ملك مصر ، وهذه الأنهار تجري من تحتي ، وأما موسى فإنه فقير مهين ، وليس له بيانٌ ولسان ، والرجل الفقير كيف يكون رسولاً من عند الله الملك الكبير ؟ ! .

فثبت أن هذه الشبهة التي ذكرها كفار قريش بمكة ، وهي قولهم : { لَوْلاَ نُزِّلَ هذا القرآن على رَجُلٍ مِّنَ القريتين عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] قد أوْرَدَهَا بعينها فرعون على موسى «ثم انتقمنا منهم فأغرقناهم » : فيكون الأمر في حق أعدائك هكذا .

فثبت أنَّه ( ليس ){[49908]} المقصود من أعادة هذه القصة عينها ، بل المقصود تقرير الجواب عن الشبهة المذكورة{[49909]} .

/خ48


[49907]:في ب إني دون ضمير.
[49908]:ما بين القوسين ساقط من أ.
[49909]:ينظر الرازي السابق 27/216.