وقوله : { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } .
«اليَحْمُوم » وزنه «يَفْعُول » .
قال أبو البقاء{[54903]} : «من الحمم ، أو الحميم » .
قال القرطبي{[54904]} : «هو » يَفْعُول ، من الحم ، وهو الشحم المسود باحتراق النار ، وقيل : مأخوذ من الحُمَم وهو الفحم .
و«اليَحْمُوم » : قيل : هو الدُّخان الأسود البهيم .
وقيل : اسم من أسمائها . والأول أظهر .
وقيل : إنه الظُّلمة ، وأصله من الحمم ، وهو الفَحْم ، فكأنه لسواده فحم ، فسمي باسم مشتق منه ، وزيادة الحرف فيه لزيادة ذلك المعنى فيه ، وربما تكون الزيادة فيه جامعة بين الزيادة في سواده ، والزيادة في حرارته .
قال ابن الخطيب{[54905]} : وفي الأمور الثلاثة إشارة إلى كونهم في العذاب دائماً ؛ لأنهم إن تعرَّضوا لمهبّ الهواء أصابهم السَّمُوم ، وإن استكنُّوا كما يفعله الذي يدفع عن نفسه السموم بالاستكنان في الكِنِّ يكون في ظل من يحموم ، وإن أراد التبرُّد بالماء من حرّ السموم يكون الماء من حميم ، فلا انفكاك له من العذاب ، أو يقال : إنَّ السموم يعذبه فيعطش ، وتلتهب نار السَّموم في أحشائه ، فيشرب الماء ، فيقطع أمعاءهُ ، فيريد الاستظلال بظلّ ، فيكون ذلك الظلّ ظل اليَحْمُوم .
وذكر السموم دون الحميم دون النَّار تنبيهاً بالأدنى على الأعلى ، كأنه قيل : أبرد الأشياء في الدنيا حارّ عندهم فكيف أحرها .
قال الضَّحاك : النار سوداء ، وأهلها سُود ، وكل ما فيها أسود{[54906]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.