اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَفَٰكِهَةٖ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ} (20)

قوله : { وَفَاكِهَةٍ } .

العامة على جر «فَاكِهَةٍ ولحْمٍ » عطفاً على «أكْوابٍ » .

أي : يطوفون عليهم بهذه الأشياء المأكول والمشروب والمتفكه به ، وهذا كقوله : { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 21 ] .

فإن قيل : الفاكهة لا يطوف بها الولدان ، والعطف يقتضي ذلك ؟ .

فالجواب : أن الفاكهة واللحم في الدنيا يطلبان في حال الشرب فجاز أن يطوف بهما الولدان [ هنا ] فيناولونهم الفواكه الغريبة ، واللحوم العجيبة لا للأكل ، بل للإكرام ، كما يصنع المكرم للضيف أنواع الفواكه بيده ، أو يكون معطوفاً على المعنى في قوله : { جَنَّاتِ النعيم } أي : مقربون في جنَّات ، وفاكهة ، ولحم ، وحور ، أي : في هذه النِّعم يتقلَّبون [ عليهم بهذه الأشياء : المأكول ، والمشروب ، والمتفكه ]{[54792]} .

وقرأ زيد بن علي{[54793]} ، وأبو عبد الرحمان - رضي الله عنهم - ، برفعهما على الابتداء ، والخبر مقدر ، أي : ولهم كذا .

والمعنى يتخيّرون ما شاءوا من الفواكه لكثرتها .

وقيل : المعنى : وفاكهة متخيرة مرضية ، والتخير : الاختيار .


[54792]:سقط من ب.
[54793]:ينظر البحر المحيط 8/205، والدر المصون 6/257.