قوله تعالى : { هُوَ الأول والآخر } الآية .
قال الزمخشري{[55201]} : فإن قلت : [ فما معنى «الواو » ؟ ] .
قلت : «الواو » الأولى معناها الدلالة على [ أنه الجامع بين الصفتين الأولية ] ، والآخرية .
والثالثة على الجامع بين الظُّهور والخفاء .
وأما الوسطى فعلى أنه الجامع بين مجموع الصفتين الأوليين ، ومجموع الصفتين الأخريين .
قال القرطبي رحمه الله{[55202]} : اختلف في معاني هذه الأسماء وقد شرحها رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحاً يغني عن قول كل قائل .
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُمَّ أنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبلكَ شيءٌ ، وأنْتَ الآخرُ فليْسَ بعدكَ شيءٌ ، وأنْتَ الظَّاهرُ فليس فوقكَ شيءٌ ، وأنْتَ الباطنُ فليْسَ دُونَك شيءٌ ، اقْضِ عنَّا الدَّينَ ، وأغْنِنَا من الفَقْرِ »{[55203]} ، عنى بالظاهر الغالب ، وبالباطن العالم ، والله أعلم .
قوله : { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .
مما كان أو يكون لا يخفى عليه شيء ، وهذا معنى قول ابن عباس .
قال ابن الخطيب{[55204]} : الظَّاهر بحسب الدلائل ، والباطن بحسب الحواس .
والقول بأن الباطن هو العالم ضعيف ؛ لأنه يلزم منه التكرار في قوله : «وهو بكل شيء عليم بما كان أو يكون » .
قال ابن الخطيب : احتج كثير من العلماء في إثبات أنَّ الإله واحد بقوله : «هو الأول » ، قالوا : الأول هو الفرد السَّابق ، ولهذا لو قال : أول مملوك اشتريته فهو حر ، ثم اشترى عبدين لم يعتقا ؛ لأن شرط كونه أولاً حصول الفردية ، وهنا لم تحصل ، فلو اشترى بعد ذلك عبداً واحداً لم يعتق ؛ لأن شرط الأولية كونه سابقاً ، وهاهنا لم يحصل ، فثبت أن الشَّرط في كونه أولاً أن يكون فرداً ، فكانت الآية دالة على أنَّ صانع العالم فرد{[55205]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.