قوله : { وأما إن كان من أصحاب اليمين ، فسلامٌ لك من أصحاب اليمين } .
«فسلام لك » مبتدأ وخبر{[55163]} .
و«من أصحاب » . قال الزمخشري{[55164]} : «فسلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين ، أي : يسلمون عليك » .
وقال ابن جرير{[55165]} : «فسلام لك أنت من أصحاب اليمين » .
وهذا يحتمل أن يكون كقول الزمخشري ، ويكون «أنت » تأكيداً للكاف في لك ، ويحتمل أن يكون أراد أن «أنت » مبتدأ ، و«من أصحاب » خبره ، ويؤيد هذا ما حكاه قوم من أن المعنى فيقال لهم : سلام عليكم لك إنك من أصحاب اليمين .
وأول هذه الأقوال هو الواضح البين ؛ ولذلك لم يعرج أبو القاسم على غيره{[55166]} .
قال القرطبي{[55167]} : { فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ اليمين } أي : لست ترى منهم إلاَّ ما تحب من السلامة فلا تهتمّ ، فإنهم يسلمون من عذاب الله .
وقيل : المعنى : سلام لك منهم ، أي : أنت سالم من الاهتمام لهم ، والمعنى واحد .
وقيل : إن أصحاب اليمين يدعون لك يا محمد بأن يصلي الله عليك ويسلم .
وقيل : معناه : سلمت أيها العبدُ ممَّا تكره ، فإنك من أصحاب اليمين فحذف إنك .
وقيل : إنه يُحَيَّا بالسلام إكراماً .
فعلى هذا في محل السلام ثلاثة أقاويل :
أحدها : عند قبض روحه في الدنيا يسلم عليه ملك الموت . قاله الضحاك .
قال ابن مسعود : إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن ، قال : ربك يقرئك السلام .
الثاني : عند مساءلته في القبر يسلّم عليه منكر ونكير .
الثالث : عند بعثه في القيامة يسلم عليه الملك قبل وصوله إليها .
قال القرطبي{[55168]} : «ويحتمل أن يسلم عليه في المواطن الثلاثة ، ويكون ذلك إكراماً بعد إكرام » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.