سورة الحديد [ مدنية ]{[1]} ، وهي تسع وعشرون آية .
عن العرياض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ب " المسبحات " قبل أن يرقد ، ويقول : { إن فيهن آية أفضل من ألف آية }{[2]} .
يعني : ب " المسبحات " : الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن .
قوله تعالى : { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السماوات والأرض } .
أي : مجّد الله ونزّهه عن السوء{[55184]} .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : صلى لله ما في السماوات من خلق من الملائكة والأرض من شيء فيه روح ، أو لا روح{[55185]} فيه .
وأنكر الزجَّاج هذا وقال : لو كان هذا تسبيح الدلالة ، وظهور آثار الصنعة لكانت مفهومة ، فلم قال : { ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } [ الإسراء : 44 ] .
وإنما التسبيح مقال ، واستدل بقوله تعالى : { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الجبال يُسَبِّحْنَ } [ الأنبياء : 79 ] ، ولو كان هذا التسبيح تسبيح دلالة ، فأي تخصيص لداود{[55186]} ؟ .
وقال القرطبي{[55187]} : هذا هو الصحيح .
فصل في الكلام على الفعل سبح{[55188]}
هذا الفعل عدي باللام تارة كهذه السورة ، وأخرى بنفسه كقوله تعالى : { وَسَبِّحُوهُ } [ الأحزاب : 42 ] ، وأصله التعدي بنفسه ، لأن معنى «سبحته » : بعدته عن السوء ، فاللام إما أن تكون مزيدة كهي في نصحت لزيد ، ونصحته ، وشكرته ، وشكرت له ؛ إذ يقال : سبحت الله تعالى ، قال : { وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ } [ الأعراف : 206 ] . وإما أن تكون للتعليل ، أي : أحدث التسبيح لأجل الله تعالى{[55189]} .
وجاء في بعض الفواتح «سبَّح » بلفظ الماضي ، وفي [ بعضها ] {[55190]} بلفظ المضارع ، وذلك إشارة إلى أن هذه الأشياء مسبحة في كل الأوقات ، لا يختص بوقت دون وقت ، بل هي مسبحة أبداً في الماضي ، وستكون مسبحة أبداً في المستقبل{[55191]} .
قوله : { وَهُوَ العزيز الحكيم } .
«العزيز » : الغالب القادر الذي لا ينازعه شيء ، وذلك إشارة إلى كمال القدرة .
«الحكيم » : الذي يفعل أفعاله على وفق الحكمة والصواب{[55192]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.