اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (80)

قوله : { تَنزِيلٌ } .

قرأ العامة : بالرفع .

وقرأ بعضهم{[55105]} : «تنزيلاً » بالنصب ، على أنه حال من النكرة ، وجاز ذلك لتخصصها بالصفة .

وأن يكون مصدراً لعامل مقدر ، أي : نزل تنزيلاً .

وغلب التنزيل على القرآن .

وقوله : «من ربّ » يجوز أن يتعلق به على الأول لا الثاني ؛ لأن المؤكد لا يعمل ، فيتعلق بمحذوف ؛ لأنه صفة له .

وأما على قراءة «تَنزِيلٌ » بالرفع ، فيجوز الوجهان{[55106]} .

قال القرطبي{[55107]} : «تنزيل » أي : منزل ، كقولهم : «ضَرْب الأمير ، ونَسْج اليمن » .

وقيل : «تنزيل » صفة لقوله تعالى : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } .

وقيل : خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو «تنزيل » .

قال ابن الخطيب{[55108]} : قوله «تنزيل » مصدر ، والقرآن الذي في كتاب ليس بتنزيل ، إنما هو منزل لقوله تعالى : { نَزَلَ بِهِ الروح الأمين } [ الشعراء : 193 ] ، فنقول : ذكر المصدر ، وإرادة المفعول كثير ، كقوله تعالى : { هذا خَلْقُ الله } [ لقمان : 11 ] وأوثر المصدر ؛ لأن تعلق المصدر بالفاعل أكثر .


[55105]:ينظر: الكشاف 4/469، والبحر المحيط 8/214، والدر المصون 6/268.
[55106]:ينظر: الدر المصون 6/268.
[55107]:ينظر: القرطبي 17/147.
[55108]:ينظر: التفسير الكبير 29/170.