اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كَلَّا بَلۡ تُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ} (20)

قوله : { كَلاَّ } . قال الزمخشري : «كلاَّ » ردع للنبي صلى الله عليه وسلم عن عادة العجلة وحثّ على الأناة .

وقال جماعة من المفسرين : «كلاَّ » معناه «حقّاً » أي : حقّاً تحبّون العاجلة ، وهو اختيار أبي حاتم ؛ لأن الإنسان بمعنى الناس .

وقال ابن عباس رضي الله عنهما : «كلاَّ » أي : أنَّ أبا جهل لا يؤمن بتفسير القرآن وبيانه{[58695]} .

وقيل : «كلاَّ » لا يصلُّون ولا يزكُّون ، يريد كفار «مكّة » .

«بَلْ تُحِبُّونَ » . قرأ{[58696]} ابن كثير وأبو عمرو : «يُحِبُّون ، ويَذَرُونَ » بيان الغيبة حملاً على لفظة الإنسان المذكور أولاً لأن المراد به الجنس ، وهو اختيار أبي حاتم ؛ لأن «الإنسان » بمعنى الناس والباقون : بالخطاب فيهما ، إما خطاباً لكفار قريش أي : بل تحبون يا كفار قريش العاجلة ، أي : الدار الدنيا والحياة فيها


[58695]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/70).
[58696]:ينظر: السبعة 661، والحجة 6/345، 346، وإعراب القراءات 2/416، وحجة القراءات 736.