تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (7)

{ ختم الله } حفظ ما في قلوبهم ليجازيهم عنه ، كأنه مأخوذ من ختم ما يراد حفظه ، الختم : الطبع ، ختمت الكتاب . وذلك علامة تعرفهم الملائكة بها من بين المؤمنين ، أو القلب كالكف إذا أذنب العبد ذنباً ختم منه كالإصبع ، فإذا أذنب آخر ختم منه كالإصبع الثانية حتى ينختم جميعه ، ثم يطبع عليه بطابع ، أو هو إخبار عن كفرهم ، وإعراضهم عن سماع الحق شبهه بما سد وختم عليه فلا يدخله خير ، أو شهادة من الله عليها أنها لا تعي الحق ، وعلى أسماعهم أنها لا تصغي إليه ، كما يختم الشاهد على الكتاب { غشاوة } والغشاوة الغطاء الشامل ، أراد بذلك تعاميهم عن الحق . وسمى القلب قلباً ، لتقلبه بالخواطر .

( ما سمي القلب إلا من تقلبه *** والرأي يصرف والإنسان أطوار )