الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (7)

وقوله تعالى : { خَتَمَ }[ البقرة :7 ] : مأخوذ من الخَتْم ، وهو الطبعُ ، والخاتَمُ : الطابَعُ ، قال في مختصر الطبريِّ : والصحيح إن هذا الطبع حقيقة ، لا أنه مجاز ، فقد جاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم : « إنَّ العَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً ، نُكِتَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ ، فَإِنْ تَابَ ، وَنَزَعَ واستغفر ، صُقِلَ قَلْبُهُ ، وَإِنْ زَادَ ، زَادَتْ ، حتى تَغَلَّقَ قَلْبُهُ ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تعالى : { كَلاَّ بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ المطففين : 14 ] » انتهى .

و( الغشَاوَةُ ) : الغطاء المغشي الساتر ، وقوله تعالى : { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }[ البقرة :7 ] : معناه : لِمخالفتِكَ يا محمَّد ، وكفرِهِمْ باللَّهِ ، و{ عَظِيمٌ } : معناه ، بالإضافة إِلى عذابٍ دونه .