قوله : ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ )[ 6 ] .
معناه( {[743]} ) طبع الله عليها مجازاة( {[744]} ) لهم بكفرهم .
وقيل : معناه : حكم الله عليهم بذلك لما سبق في/ علمه من أنهم لا يؤمنون .
وقيل : معناه : أنهم [ لما تجاهلوا عن( {[745]} ) ] قبول أمر الله عز وجل وفهمه ، وَصَمُّوا عن أمر الله سبحانه ، جعل الله تعالى ذلكم منسوباً إليهم عن فعلهم ، كما يقال : " أهلكه المال " أي( {[746]} ) هلك به .
وقيل : معناه : أن الله تعالى جعل ذلك علامة تعرفهم بها الملائكة .
وأصل الختم الطبع . والرين على القلب دون الطبع ، والقفل أشد من الختم( {[747]} ) .
قال مجاهد : " القلب مثل الكف ، فإذا أذنب العبد قبض عليه –وأشار بقبض( {[748]} ) الخضر تمثيلاً- ثم إذا أذنب قبض عليه ، ومثل بقبض( {[749]} ) البنصر هكذا حتى ضَمَّ أصابعه كلها . ثم يطبع عليه أي يختم( {[750]} ) " .
وقال ابن عباس : " إنما سمي القلب قلباً لأنه يتقلب " .
وروى أبو موسى الأشعري( {[751]} ) أن النبي [ عليه السلام( {[752]} ) ] قال : " الْقَلْبُ مِثْلُ رِيشَةٍ فِي فَلاَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ( {[753]} ) " .
وعنه في حديث آخر : " تُقَلِّبُهَا الرِّيحُ بِأَرضِ " فضاءِ ظَهر( {[754]} ) البَطْنِ " .
قوله : ( عَلَى قُلُوبِهِمْ ) . تكتب " على " و " إلى " و " لدى " ( {[755]} ) بالياء دون سائر الحروف مثلها لأنها أخف من الأفعال ، وكثر استعمالها ، ولأن ألفها يرجع إلى الياء مع المضمر دون سائر الحروف فكتبت( {[756]} ) مع المظهر( {[757]} ) بالياء لذلك .
وتقع " على " بمعنى الباء( {[758]} ) ، تقول : " آركب على اسم الله " أي باسم الله .
وتقع بمعنى " مع " نحو قولك : " جئت على زيد " أي معه . وتقع بمعنى " من " نحو قوله : ( عَلَى النَّاسِ/ يَسْتَوْفُونَ ) [ المطففين : 2 ] أي من الناس . وتقع أيضاً في مواضع حروف أخر قد ذكرناها في كتاب مفرد للحروف( {[759]} ) .
وقوله : ( وَعَلَى سَمْعِهِمْ )[ 6 ] .
إنما وُحِّد السمع لأنه مصدر يقع على القليل والكثير( {[760]} ) .
وقيل : وُحِّد لأنه يؤدي عن الجمع( {[761]} ) .
وقيل : التقدير : " وعلى مواضع سمعهم( {[762]} ) " ، ثم حذف المضاف وإنما أعيدت " على " في قوله : " ( وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ ) للتأكيد في الوعيد .
وقيل : أعيدت لأجل مخالفة السمع للقلوب في أنه أتى/ بلفظ التوحيد ، وأتت القلوب بالجمع .
وقيل : أعيدت لأن الفعل مضمر مع الحرف تقديره : " وختم على سمعهم " . فأما إعادة الحرف( {[763]} ) في ( وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ ) ، فلِلعِلَلِ التي ذكرنا ، ولأنه حرف متصل بفعل مضمر غير الأول فقويت فيه الإعادة ، والتقدير : " وجعل على أبصارهم غشاوة " . وهذا ، إنما هو على قراءة من نصب غشاوة( {[764]} ) ، وهو مروي عن عاصم .
فأما من رفع ، فإنما أعيد الحرف لأنه مخالف للأول ، لأنه خبر ابتداء( {[765]} ) .
ومعنى الغشاوة الغطاء ، ومنه : " غاشية السيف والسرج " أي غطاؤه( {[766]} ) .
وفي ( غِشَاوَةٌ ) ، لغات قرئ بها ، وهي فتح الغين ؛ وبه قرأ أبو حيوة( {[767]} ) ، وضم الغين ؛ وبه قرأ( {[768]} ) الحسن . وقرأ الأعمش( {[769]} ) " غَشْوَة( {[770]} ) " على فعلة( {[771]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.