فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (7)

{ ختم } طبع وكتب { غشاوة } غطاء

{ ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم } قال أهل المعاني : وصف الله تعالى قلوب الكفارة بعشرة أوصاف : بالختم والطبع والضيق والمرض والقساوة والانصراف والحمية والإنكار{[127]} ؛ وعن ابن عباس وابن مسعود ما حاصله : الختم على القلوب عدم الوعي عن الحق- سبحانه- مفهوم مخاطبته والفكر في آياته ؛ وعلى السمع عدم فهمهم القرآن إذا تلي عليهم أودعوا إلى وحدانيته ؛ وعلى الأبصار عدم هدايتها للنظر في مخلوقاته وعجائب مصنوعاته ، [ القلب قد يعبر عنه بالفؤاد والصدر وقال الله تعالى : { . . . كذلك لنثبت به فؤادك }{[128]} ، ويقال : { ألم نشرح لك صدرك }{[129]} يعني في الموضعين قلبك ؛ وقد يعبر به عن العقل قال الله تعالى : { إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب . . } {[130]} أي عقل ؛ لأن القلب محل العقل في قول الأكثرين : والفؤاد محل القلب والصدر محل الفؤاد والله أعلم ] {[131]} .


[127]:قال سبحانه الإنكار: (..قلوبهم منكرة وهم مستكبرون) من سورة النحل. من الآية 22 و قال في الحمية: ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية..) من سورة الفتح من الآية 26 و قال في الانصراف: ( ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون) من سورة التوبة من الآية 127 و قال في الموت ( أو من كان ميتا فأحييناه..) من سورة الأنعام. من الآية 122 و قال في المرض: { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا..) من سورة البقرة من الآية 10 و قال في الضيق (..و من يرد أَن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا..) من سورة الأنعام من الآية 125 و قال في الطبع (... وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون) من سورة التوبة من الآية 93 و قال في الختم ( ختم الله على قلوبهم) من سورة البقرة من الآية 7.
[128]:سورة الفرقان من الآية 32
[129]:سورة الشرح الآية 1.
[130]:سورة ق من الآية 37.
[131]:ما بين العالمتين [] مما أورد القرطبي في الجامع لأحكام القرآن وقال الجوارح وإن كانت تابعة للقلب فقد يتأثر القلب وإن كان رئيسها و ملكها بأعمالها للارتباط الذي بين الظاهر و الباطن قال صلى الله عليه و سلم " إن الرجل ليصدق فتنكت في قلبه نكتة بيضاء وعن الرجل ليكذب الكذبة فيسود قلبه" وروى الترمذي و صححه عن أبي هريرة " إن الرجل ليصيب الذنب فيسود قلبه فإن هو تاب صقل قلبه" قال وهو الرين الذي ذكر الله في القرآن في قوله( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) وقال مجاهد القلب كالكف يقبض منه بكل ذنب إصبع ثم يطبع.