فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (7)

وقد اختلف في قوله تعالى { وعلى سَمْعِهِمْ } هل هو داخل في حكم الختم ، فيكون معطوفاً على القلوب ؟ أو في حكم التغشية ، فقيل : إن الوقف على قوله { وعلى سَمْعِهِمْ } تامّ ، وما بعده كلام مستقلّ ، فيكون الطبع على القلوب والأسماع ، والغشاوة على الأبصار كما قاله جماعة ، وقد قرئ «غشاوة » بالنصب . قال ابن جرير : يحتمل أنه نصبها بإضمار فعل تقديره : وجعل على أبصارهم غشاوة ، ويحتمل أن يكون نصبها على الإتباع على محلّ { وعلى سمعهم } ، كقوله تعالى { وَحُورٌ عِينٌ } [ الواقعة : 22 ] وقول الشاعر :

علفتها تبناً وماءً بارداً *** . . .

وإنما وحد السمع مع جمع القلوب والأبصار ؛ لأنه مصدر يقع على القليل والكثير والعذاب : هو ما يؤلم ، وهو مأخوذ من الحبس والمنع ، يقال في اللغة : أعذبه عن كذا : حبسه ومنعه ، ومنه عذوبة الماء ؛ لأنها حبست في الإناء حتى صفت .

/خ7