تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (15)

{ الله يستهزئ بهم } يجزيهم على استهزائهم ، سمى الجزاء باسم الذنب { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه } [ سورة البقرة : 194 ] .

( *** فنجهل فوق جهل الجاهلينا ) أو نجزيهم جزاء المستهزئين ، أو إظهاره عليهم أحكام الإسلام مع ما أوجبه لهم من العقاب فاغتروا به كالاستهزاء بهم ، أو هو كقوله تعالى : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } [ الدخان : 49 ] للاستهزاء به ، أو يُفتح لهم باب جهنم فيريدون الخروج على رجاء فيزدحمون فإذا انتهوا إلى الباب ضُربوا بمقامع الحديد حتى يرجعوا ، فهذا نوع من العذاب على صورة الاستهزاء . { ويمدهم } يملي لهم ، أو يزيدهم ، مددت وأمددت أو مددت في الشر وأمددت في الخير ، أو مددت فيما زيادته منه ، وأمددت فيما زيادته من غيره . { طغيانهم } غلوهم في الكفر ، الطغيان : مجاوزة القدر . { يعمهون } يترددون أو يتحيرون ، أو يعمون عن الرشد .