تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{نَزَّلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ} (3)

{ بالحق } بالصدق { مصدقا لما بين يديه } يخبر عما قبله خبر صدق دال على إعجازه ، أو يخبر بصدق الأنبياء فيما أتوا به .

{ محكمات } المحكم : الناسخ ، والمتشابه : المنسوخ ، أو المحكم : ما أحكم بيان حلاله وحرامه فلم يشتبه ، والمتشابه : ما اشتبهت معانيه ، أو المحكم : ما لا يحتمل إلا وجها واحدا والمتشابه : ما احتمل أوجها ، أو المحكم : ما لم يتكرر لفظه ، والمتشابه ما تكرر لفظه ، أو المحكم : ما فهمه العلماء ، والمتشابه ما لا طريق لهم إلى فهمه ، كقيام الساعة ، ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ، وطلوع الشمس من مغربها ، وجعله محكما ومتشابها استدعاء للنظر من غير اتكال على الخبر . { أم الكتاب } آيات الفرائض والحدود ، أو فواتح السور التي يستخرج منها القرآن . { زيغ } ميل عن الحق ، أو شك . { ما تشابه منه } الأجل الذي أرادت اليهود [ أن ] تعرفه من حساب الجُمّل ، أو معرفة عواقب القرآن في العلم بورود النسخ قبل وقته ، أو نزلت في وفد نجران حاجوا الرسول صلى الله عليه وسلم في المسيح عليه الصلاة والسلام فقالوا للرسول : أليس هو كلمة الله -تعالى- وروحه ، فقال : بلى ، فقالوا : حسبنا . { الفتنة } الشرك ، أو اللبس ، أو الشبهة التي حاج بها وفد نجران . { وما يعلم تأويله } تأويل جميع المتشابه ، لأن في الناس من يعلم تأويل بعضه ، أو يوم القيامة لما فيه من الوعد والوعيد . { الراسخون } الثابتون العاملون .