بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{نَزَّلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ} (3)

ثم قال تعالى :{ نَزَّلَ عَلَيْكَ الكتاب } يعني أنزل عليك جبريل بالقرآن { بالحق } أي بالعدل ويقال لبيان الحق { مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } يعني موافقاً للكتب المتقدمة في التوحيد ، وفي بعض الشرائع { وَأَنزَلَ التوراة والإنجيل مِن قَبْلُ } يعني أنزل التوراة على موسى ، والإنجيل على عيسى من قبل هذا الكتاب .

وروي عن الفراء أنه قال : اشتقاق التوراة من وري الزند وهو ما يظهر من النور والضياء ، فسمي التوراة بها ، لأنه ظهر بها النور والضياء لبني إسرائيل ، ومن تابعهم ، وإنما سمي الإنجيل ، لأنه أظهر الدين بعدما درس ، وقد سمي القرآن إنجيلاً أيضاً لما روي في قصة مناجاة موسى عليه السلام أنه قال : يا رب أرى في الألواح أقواماً أناجيلُهم في صدورهم ، فاجعلهم أمتي قال الله تعالى : هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وإنما أراد بالأناجيل القرآن .

قرأ حمزة والكسائي ، وابن عامر { التوراة } بكسر الراء ، والباقون بالفتح .