النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{نَزَّلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ} (3)

{ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ } فيه وجهان :

أحدهما : بالعدل مما استحقه عليك من أثقال النبوة .

والثاني : بالعدل فيما اختصك به من شرف الرسالة .

وإن قيل بأنه الصدق ففيه وجهان :

أحدهما : بالصدق فيما تضمنه من أخبار القرون الخالية والأمم السالفة .

والثاني : بالصدق فيما تضمنه من الوعد بالثواب على طاعته ، والوعيد بالعقاب على معصيته .

{ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أي لما قبله من كتاب ورسول ، وإنما قيل لما قبله { بَيْنَ يَدَيْهِ } لأنه ظاهر له كظهور ما بين يديه .

وفي قوله : { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } قولان :

أحدهما : معناه مخبراً بما بين يديه إخبار صدق دل على إعجازه .

والثاني : معناه أنه يخبر بصدق الأنبياء فيما أتوا به على خلاف من يؤمن ببعض ويكفر ببعض .