تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{نَزَّلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ} (3)

وقوله تعالى { نزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ } يعني : نزل عليك القرآن يا محمد { بِالْحَقِّ } أي : لا شك فيه ولا ريب ، بل هو منزل من عند الله [ عز وجل ]{[4729]} أنزله بعلمه والملائكة يشهدون ، وكفى بالله{[4730]} شهيدًا .

وقوله : { مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أي : من الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد الله الأنبياء ، فهي تصدقه بما أخبرت به وبشرت في قديم الزمان ، وهو يصدقها ؛ لأنه طابق ما أخبرت به وبشرت ، من الوعد من الله بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنزال القرآن العظيم عليه .

وقوله : { وَأَنزلَ التَّوْرَاةَ } أي : على موسى بن عمران [ عليه السلام ]{[4731]} { وَالإنْجِيلَ } أي : على عيسى ابن مريم .


[4729]:زيادة من جـ، ر.
[4730]:في جـ، ر: "به".
[4731]:زيادة من جـ، أ.