تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ} (26)

{ قد أنزلنا } لما كانوا يطوفون بالبيت عراة ويرونه أبلغ في التعظيم بنزع ثياب عصوا فيها ، أو للتفاؤل بالتعرّي من الذنوب نزلت وجُعل اللباس مُنزلا ، لنباته بالمطر المنزَل ، أو لأنه من بركات الله -تعالى- والبركة تنسب إلى النزول من السماء { وأنزلنا الحديد } [ الحديد : 25 ] { سوآتكم } عوراتكم ، لأنه يسوء صاحبها انكشافها . { وريشا } المعاش ، أو اللباس والعيش والنعيم ، أو الجمال ، أو المال .

فريشي منكم وهواي معكم *** وإن كانت زيارتكم لماما

{ ولباس التقوى } الإيمان ، أو الحياء ، أو العمل الصالح ، أو السمت الحسن ، أو خشية الله -تعالى- أو ستر العورة . { ذلك خير } لباس التقوى خير من الرياش واللباس ، أو يريد أن ما ذكره من اللباس والرياش ولباس التقوى ذلك خير كله فلا يكون خير للتفضيل .