{ يا بني آدم } هذا تذكير ببعض النعم لأجل امتثال ما هو المقصود الآتي بقوله لا يفتننكم الخ { قد أنزلنا عليكم لباسا } عبر سبحانه بالإنزال عن الخلق أي خلقنا لكم لباسا ، وقيل رزقناكم لباسا ، وقيل أنزل المطر من السماء وهو سبب نبات اللباس فكأنه أنزله عليهم ، وقيل جميع بركات الأرض تنسب إلى السماء وإلى الإنزال كما قال تعالى وأنزلنا الحديد .
{ يواري سؤآتكم } التي أظهرها إبليس حتى اضطررتم إلى لزق الأوراق فأنتم مستغنون عن ذلك اللباس وقال مجاهد : كان ناس من العرب يطوفون بالبيت عراة والسوأة العورة كما سلف والكلام في قدرها وما يجب ستره منها مبين في كتب الفروع .
{ وريشا } وقرئ رياشا جمع ريش وهو اللباس قال الفراء : ريش ورياش كما يقال لبس ولباس ، وريش الطائر ما ستره الله به وهو لباسه وزينته كالثياب للإنسان ، وقيل المراد بالريش هنا الخصب ورفاهية العيش ، قال القرطبي : والذي عليه أكثر أهل اللغة أن الريش ما ستر من لباس أو معيشة .
وعن أبي عبيدة له دابة وريشها أي ما عليها من اللباس . وقيل المراد بالريش هنا لباس الزينة لذكره بعد قوله لباسا وعطفه عليه ، قاله الزخشري ، وقال ابن عباس : المال واللباس والعيش والنعيم والإيمان ، وقال ابن زيد : الريش الجمال ، وقيل الأثاث وما ظهر مما يلبس أو يفرش .
{ ولباس التقوى } أي الناشئ عنها أو الناشئة عنه والإضافة قريبة من كونها بيانية أي لباس الورع واتقاء معاصي الله وهو الورع نفسه والخشية من الله تعالى ، وقيل لباس التقوى الحياء وقيل الإسلام وقيل العمل الصالح ، وقيل هو لباس الصوف والخشن من الثياب لما فيه من التواضع لله ، وقيل هو الدرع والمغفر الذي يلبسه من يجاهد في سبيل الله ، وقيل هو ستر العورة في الصلاة ، وقال عثمان : هو السمت الحسن ، وقال الكلبي : هو العفاف والأول أولى .
وهو يصدق على كل ما فيه تقوى الله فيندرج تحته جميع ما ذكر من الأقوال ومثل هذه الاستعارة كثيرة الوقوع في كلام العرب .
{ ذلك } أي لباس التقوى هو { خير } أي خير لباس وأجمل زينة لأنه يستر من فضائح الآخرة ، وقيل الإيمان والعمل خير من اللباس والريش قاله ابن عباس وأنشدوا في المعنى :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.