تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{قَدِ ٱفۡتَرَيۡنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا إِنۡ عُدۡنَا فِي مِلَّتِكُم بَعۡدَ إِذۡ نَجَّىٰنَا ٱللَّهُ مِنۡهَاۚ وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَاۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَاۚ رَبَّنَا ٱفۡتَحۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ قَوۡمِنَا بِٱلۡحَقِّ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰتِحِينَ} (89)

{ نعود فيها } حكاية عن أتباع شعيب الذين كانوا قبل اتباعه على الكفر ، أو قاله تنزّلا لو كان عليها لم يعد إليها ، أو يطلق لفظ العود على منشئ الفعل وإن لم يسبق منه فعل مثله { فيها } في القرية ، أو ملة الكفر عند الجمهور . { إلا أن يشاء الله } علّق العود على المشيئة تبعيداً كقوله : { حتى يلِج الجمل } [ 40 ] ، أو لو شاء الله -تعالى- عبادة الوثن كانت طاعة لأنه شاءها كتعظيم الحجر الأسود . { افتح } اكشف ؛ أو احكم ، وأهل عُمان يسمون الحاكم ، " الفاتح " و 'الفتاح' ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - : 'كنت لا أدري ما معنى قوله : { ربنا افتح } حتى سمعت بنت ذي يزن تقول : تعال أفاتحك ، -تعني أقاضيك- وسمي بذلك ، لأنه يفتح باب العلم المنغلق على غيره ، وحكم الله -تعالى- لا يكون إلا بالحق ، فقوله بالحق أخرجه مخرج الصفة لا أنه طلبه ، أو طلب أن يكشف الله -تعالى- لمخالفة أنه على الحق ، أو طلب الحكم في الدنيا بنصر المحق .