{ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ } نرجع إليها بعد إذ أنقذنا الله منها { إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّنَا } تقول إلاّ أن يكون سبق لنا في علم الله ومشيئته أن نعود فيها فيمضي حينئذ قضاء الله فينا [ وينفذ ] حكمه وعلمه علينا { وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } أحاط علمه بكل شيء فلا يخفى عليه شيء كان ولا شيء هو كائن { عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا } فيما تتوعدوننا به .
واختلف العلماء في معنى قوله { أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا } وقوله { وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ } فقال بعضهم : معناه أو لتدخلن فيها ولن تدخل [ إلاّ ] إن يشاء الله ربّنا فيضلنا بعد إذ هدانا .
وسمعت أبا القاسم الحسين بن محمد الحبيبي يقول : سمعت عليّ بن مهدي الطبري بها يقول : إنّ عدنا في ملّتكم أي صرنا ، لا أن نعود ، يكون ابتداء ورجوعاً .
تلك المكارم لا قعبان من لبن *** شيباً بماء فعادا بعد أبوالا
أي صار الآن اللبن ، كأن لم تكن قط بولا .
وسمعت [ الحسين بن الحبيبي ] قال : سمعت أبا زكريا العنبري يقول : معناه : إذ نجّانا الله منها في سابق علمه وعند اللوح والقلم .
وقال بعضهم : كان شعيب ومَنْ آمن معه في بدء أمرهم مستخفين ثمّ أظهروا أمرهم وإنما قال لهم قومهم { أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا } حسبوا أنّهم على ملّتهم [ قيل : من هو معه ] على أصحاب شعيب دون شعيب لأنّهم كانوا كفّاراً ثمّ آمنوا بالخطاب لهم وجواب شعيب عنهم لا عن نفسه ، لأن شعيباً لم يكن كافراً قط وإنّما ناوله الخطاب في أصناف مَنْ فارق دينهم إليه .
ورأيت في بعض التفاسير أن الملّة هاهنا الشريعة وكان عليه قبل نبوّته فلمّا [ نُبّئ ] فارقهم .
ثمّ دعا شعيب على قومه إذ لمس ما فيهم فقال { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ } أي اقض .
وقال ابن عباس : ما كنت أدري ما قوله { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ } حتّى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها : تعال أفاتحك . أي أقاضيك .
وقال الفراء : أهل عمان يسمّون القاضي الفاتح والفتّاح . وذكر غيره أنّه لغة مهاد . فأنشد لبعضهم :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.