لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{قَدِ ٱفۡتَرَيۡنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا إِنۡ عُدۡنَا فِي مِلَّتِكُم بَعۡدَ إِذۡ نَجَّىٰنَا ٱللَّهُ مِنۡهَاۚ وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَاۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَاۚ رَبَّنَا ٱفۡتَحۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ قَوۡمِنَا بِٱلۡحَقِّ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰتِحِينَ} (89)

نطقوا عن صحة عزائمهم حيث قالوا : { قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُم } ، ثم أقروا بالشكر حيث قالوا : { بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْهَا } ، ثم تبرأوا عن حولهم وقوتهم حيث قالوا : { وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللهُ رَبُّنَا } يعني إِنْ يُلْبِسنا لِباسَ الخذلان نُرَدُّ إلى الصغر والهوان .

ثم اشتاقوا إلى جميل التوكل فقالوا : { عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا } أي به وَثِقْنَا ، ومنه الخيرَ أَمَّلْنا .

ثم فوضوا أمورهم إلى الله فقالوا : { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقِّ } فتداركهم الحقُّ - سبحانه - عند ذلك بجميل العصْمة وحسن الكفاية .