الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ وَإِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدٗا} (131)

قوله سبحانه : { وَللَّهِ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض }[ النساء :131 ] .

تنبيهٌ على موضع الرجاءِ لهذَيْن المفترقَيْن ، ثم جاء بعد ذلك قوله : { وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض } ، تنبيهاً على استغنائه عن العباد ، ومقدِّمةً للخبر بكونه غنيًّا حميداً .

وقوله تعالى : { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ وإياكم . . . } [ النساء :131 ] الآية : لفظٌ عامٌّ لكل مَنْ أوتيَ كتاباً ، فإنَّ وصيَّته سبحانه لعباده لم تَزَلْ منذُ أوجَدَهُمْ .