غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ وَإِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدٗا} (131)

127

ثم قال : { ولله ما في السماوات وما في الأرض } وهو كالتفسير لسعة ملكه وملكه . وفيه أن الذي أمر به من العدل والإحسان إلى اليتامى والنسوان ليس لعجز أو افتقار وإنما يعود فائدة ذلك إلى المكلف لأنه الأحسن له في دنياه وعقباه . ثم بين أن الأمر بتقوى الله شريعة قديمة لم يلحقها نسخ وتبديل ، وإن استغناءه تعالى بالنسبة إلى الأمم السالفة كهو بالنسبة إلى الأمم الآتية فقال : { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب } أي جنسه ليشمل التوراة والإنجيل والزبور وغيرها من الصحف .

وقوله : { من قبلكم } إما أن يتعلق ب { وصينا } أو ب { أوتوا } وقوله : { وإياكم } عطف على { الذين } ومعنى { أن اتقوا } بأن اتقوا وتكون " أن " المفسرة لأن التوصية في معنى القول . { وإن تكفروا } عطف على { اتقوا } أي أمرناهم وأمرناكم بالتقوى . وقلنا لهم ولكن إن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وهو خالقهم ومالكهم والمنعم عليهم بأصناف النعم كلها فحقه أن يكون مطاعاً في خلقه غير معصى يخشون عقابه ويرجون ثوابه . أو قلنا لهم ولكم : إن تكفروا فإن لله في سماواته وأرضه من الملائكة وغيرهم من يوحده ويعبده ويتقيه . { وكان الله } مع ذلك { غنياً } عن خلقه وعن عباداتهم { حميداً } في ذاته وإن لم يحمده واحد منهم .

/خ141