التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَٰشِعَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِيٓ أَحۡيَاهَا لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (39)

قوله : { وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً } خشوع الأرض معناه هنا يبسها وجدبها ، أي من حجج الله على قدرته البالغة وأنه محيي الموتى أنك ترى الأرض غبراء يابسة جدبة لا نبات فيها { فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } إذا أنزل الله على الأرض ماء المطر تحركت بالنبات { وَرَبَتْ } أي انتفخت وعلت قبل أن تُنبت ، وعلى هذا فإن في الكلام تقديما وتأخيرا وتقديره : ربت واهتزت ، أي أن الأرض تصير مزهوّة بالزرع والخِصْب وكل أنواع النبات بعد أن كانت راكدة ميتة لا حياة فيها ولا حركة ، لا جرم أن هذه صورة عن حقيقة الإحياء وبعث الموتى من قبورهم بعد الرفات والبلى . وذلك قوله : { إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . {[4064]}


[4064]:فتح القدير ج 4 ص 518 وتفسير الطبري ج 24 ص 77